تحقيق ( نجاح العبادي )
البصرة – عراق برس : ما اجمل
الأنامل التي تداعب خيوط الحرير والبريسم لصناعة العباءة الرجالية في سوق
العشار وسوق الزبير الذي يرتاده ابناء القبائل والعشائر ممن لا يتخلون عن
لبس العباءة في المناسبات كافة كونها ترمز الى الجمال والحشمة
والرجولة لديهم اضافة الى ان العباءة الرجالية جزء لا يتجزأ من تاريخ
البصرة وموروث يلاقي اقبالاً واسعاً .
الحاج هلال الكناني صاحب محال بيع وتصنيع
العباءة في سوق العشار بين في حديثه لـ/عراق برس/ان” توريد غزل العباءة
يقسم إلى أربعة أنواع حسب الفصول والمناسبات الخاصة فمنها الصيفية والتي
تسمى (البشت ) وتتميز بخفة الوزن ومنها اليدوي المغزل ومنها البهارية
التي تلبس في فصلي الربيع والخريف ويكون وزنها خفيفا أيضا اما النوع
الثالث والذي يسمى بـالـ(دگاك) فيرتديها الرجال في فصل الشتاء لتقيهم من
شدة البرد ويبلغ وزنها أكثر من 2 كيلو ” ،لافتا الى ان ” العباءة
المصنعة يدويا غالية الثمن قياسا بالجاهزة “.
بدوره قال مصطفى الشاهر صاحب محل الشاهر لصناعة
وريافة العباءة الرجالية لـ/ عراق برس / ” تستخدم الأصواف والخيوط التي
تؤخذ من الخراف ووبر الإبل في صناعة العباءة بعد صباغتها حسب اللون
الذي تكون عليه العباءة وتصنف إلى أنواع منها (الكرناوي والبشت وألنجفي
والدكاك) اضافة الى العباءة الشتوية التي تسمى بالـ(الخاجية) “.
ويتابع الشاهر ” إما الخيوط المستخدمة في حياكتها
فمن الحرير الطبيعي الذي يستخرج من حشرة دودة القز التي يتم تربيتها في
مزارع خاصة وتكثر في الصين وكذلك خيط البريسم الفرنسي والصيني و الخيط
الهندي والياباني، وكلما كانت الخيوط ارفع كانت العباءة أغلى سعراً لصعوبة
حياكتها” .
الى ذلك قال الحاج عبد الله أرخيص 76 سنة صاحب محل
لبيع العباءة العربية ان ” تجارة العباءة الرجالية ازدهرت اكثر في الوقت
الحاضر بعد دخول الآلات الحديثة المستخدمة في الحياكة وأن الكثير من صناعها
تركوها لأن ربحها اصبح قليلا” ، لافتاً الى ان” شيوخ العشائر وأهالي
الأقضية والنواحي الاكثر استخداماً للعباءة كونها الزي الرسمي لهم”.
وأستدرك قائلا” اما في الآونة الاخيرة فقد
اصبحت العباءة تلبس من بعض الشباب ممن يعتقدون انها مكملة للأعراف
العربية الاصيلة” .
وختم ارخيص حديثه بالقول ان ” الاقبال على
اقتناء العباءة العربية في البصرة أخذ حيزا كبيرا بين بعض شرائح المجتمع
البصري العشائري لاسيما في القرى والارياف كونها تراث شعبي يجب عدم
التفريط به
0 التعليقات :
إرسال تعليق